سقطت على الارض والدموع من عينيها مع رشات المطر التي تملئ ساحت حوش المنزل وهي تقول : لماذا فعلت بي هذا يا بتال لماذا لم تخبرني بما يدور في نهاية القصة .. وبدأت ساره بالبكأ المسموع الذي ينهج نهج الاستسلام للامر الواقع ليشاهدها اخيها الاكبر خالد الذي يقترب منها ودموعه على خديه ليقول وهو ينحني الى اخته : هيا يا اختي فل نذهب الى البيت .. لن يفيد الندم .. كانت الجدة تشاهد احفادها وهو يبكون لتسيل دموعها وهي ترفع راسها الى السماء الممطره وهي تتذكر صالح عند دخوله الى المنزل ...
صرخ الاب في وجه صالح في حالة غضب : اين كنت ياصالح لماذا لم تحظر معك ساره من المدرسة .. تمتم صالح قليلاً ليقول بعد ان اخذ نفس عميق : لقد ذهبت اليها ولكنها رفضت ان تركب معي .. لتذهب في الباص .. وما هي الا لحظات لتدخل ساره الى المنزل وتشاهد اباها وابن خالتها صالح لتتمسكن امام ابيها وتقول وكانها تبكي : ابي لقد تركني صالح ولم يأتي بالوقت المناسب وذهبت بالباص .. اخذ الاب العصى يريد ضرب صالح الا ان الجدة تدخلت في الوقت المناسب وتقول : ابو خالد لو ضربت صالح فلن اسامحك ياولدي ..
التفت ابو خالد الى امه وقال بغضب : كيف اتركه هكذا فلقد كلفته بان يجلب ساره ولكنه يتمادى باحضارها .. فقالت الجدة بغضب شديد: ان ابنتك كاذبه هي تتعمد هذا .. اندهشة ساره من كلام جدتها لتذهب الى غرفتها وهي تبكي ليقول الاب: لماذا فعلتِ هذا يا أمي .. لم ترد الجدة على ولدها بل قالت : تعال يا صالح عندي لك مفأجئة .. ذهب صالح مع جدته .. ليخرج الاب الى عمل .. يكمل ماتبقى من وقت انتهاء العمل وبعد ان انتهت الدوامات وصل خالد الذي يوقف سيارته البيضاء بجوار المنزل ليقول : اني جائع جداً واريد ان اكل اي شيء في الثلاجة .. دخل خالد الى المنزل وشاهد الجميع على مائدة الطعام لتقول امه : تعال بسرعة يا خالد قبل ان ناكل عنك الطعام ..
اسرع خالد الى كرسية ليجلس بجوار صالح الذي قال : اعتقد بان عملك اليوم كان مرهقاً .. وهذا هو سبب تأخيرك .. فقال خالد وهو يمد يده الى صحن الارز : معك حق ياصالح .. جلس الجميع ياكل من الطعام وبعد اربع دقائق قال ابو خالد وهو يلتفت الى صالح : اسمعني ياولدي اعتقد باني كنت عصبياُ معك هذا اليوم ولكن ارجوا ان لا يتكرر هذا ثانيةً .. فقال صالح وهو يهز رأسة : ان شاء الله يا بو خالد .. فلن يتكرر مره اخرى .. ليلتفت ابو خالد الى ابنته ساره : وانتِ يا ابنتي قلت لكِ لا تذهبي مع الباص سيأتيكِ صالح في وقت انتهاء المدرسة فقاطعت ساره ابيها : ولكن يـ .. صرخت الام في وجه ساره : كيف تقاطعين ابيكِ وهو يتكلم .. هذا عيب انا لم اعلمكِ هكذا .. انزلت ساره رأسها ليكمل الاب كلامه : حتى لو تاخر عليكِ قليلاً لا تذهبي مع الباص .. وبعد هذا الكلام لزم المكان الصمت الى ان انتهاء الجميع من الاكل ليذهب كل شخص الى غرفته ليستريحوا من تعب النهار ..