أهل البيت

في حي شعبي قديم ( الفريج) حيث الذكريات الجميلة والعادات والتقاليد الأصيلة والأسر المترابطة رحمة الله علي ذيج الأيام اللي تذكرني( بسلوم) .. ياربي أشقى ولد في الفريج اللي ما يخلي حارة ولا بيت ولا دكان إلا وله بصمة أو تارك وراه مصيبة يالله من ها الولد ماادرى من شو الله خالقته و المسكينة المطوعة (عذيجة) اللي تعلمهم القرآن الكريم طفرت منه و صابها اليأس وفقدت الأمل في ها الولد انه يحفظ له شي من القرآن ويوم يحضر وثلاث أيام هايت. يعين الله ولا( ياسمينه )اللي تبيع الباجلة ماتم لها أكل في الجدر واللي ياخذه يخليه علي الحساب وبعد كالمعتاد ما يدفع والمحسن (ضاعن) اللي هو الحلاق ها الأيام أو الصالون الرجالي ماتمت شوارع ما اخترعها في شعر سلوم كله عشان ما يتقرع ها الولد وبما انه القرعة هي التسريحة الوحيدة اللي يعرفها المحسن ذيج السنين ولا الخباز( غلوم ) اللي كل خبزه يسويها لازم تكون منتوفة ولا مأكول نص الخبزه ولا ماشي والفقير حفت ريوله وهو يركض وراه بس منو يقدر يلحقه ولو اطر يلكم ب اجي اللي في الفريج وسلوم وشلته شو مسوين فيهم. جان قلتوا الله يعين الفريج عليهم والحين بخبركم عن الشلة العجب اللي هيه شلة سلوم طروش وصلوح وعلاوي وسلطون (طروش) اللي صعب حد يلحقه ،(وصلوح) مهندس في رسم الحيلة،( وعلاوي) تخصص جذب و(سلطون )متفنن في التمثيل والإقناع وطبعا (سلوم) غني عن التعريف يالله... إذا فيه ناس بها الطريقة في الفرجان شو بيكون حال ناسها ؟من تطلع الشمس لين تغرب وحتي وقت النوم الناس ما سلمت من أذاهم في يوم من الأيام اتفقت الشلة علي الخطابة (أم بلال )حليلها شو تبون فيها؟ لكن شقاوة شو تقول غير لا حول ولا قوة إلا بالله سار لها الزعيم( سلوم )وقال لها انه أم سلطون تباها ومطرشة عليها في البيت ضروري شكلها تباج دورين لها عروس حق ولدها .. يالله قومي شو عليج ياج الرزق قامت الفقيرة لبست العبايه والبرقع وطارت بيت (أم سلطون )وهم مندسين في طرف السكة يراقبون تحركاتها سارت (أم بلال) ودقت الباب على( أم سلطون) وقالوا لها إنها مب موجودة طالعة طالعة؟؟ كيف طالعة؟؟ وهي مطرشة علي تباني .. ما عليه يمكن طلعت عندها حايه سارت تقضيها برجع لها العصر إن شاء الله ورجعت لها العصر وقالت لها إنا ما طرشت عليج أباج يا (أم بلال )منوه خ برج إني اباج ردت المسكينة وقالت يمكن إنا ما سمعت الولد زين شو قال ورجعت بيتها ورجعوا الاولا د وعاودوا الكره مره ثانيه بس ها المره كان( صلوح )المطراش بدل( سلطون) عشان ما ينكشف أمرهم ودق عليها الباب وقال لها انه (أم طروش) تباج رجعت المسكينة تتأكد منه عشان تتأكد من الاسم وما يصير اللي صار المرة اللي طافت واللي قبلها. ونفس السالفة طلعت( أم طروش) لا مطرشه عليها ولا شي وحست (أم بلال بالإحراج من ها الموضوع ومن تصرفاتهم الطايشه وقالت إلا اعلم ها الأولاد الأدب ويكفون شرهم عن أهل الفريج وفكرت بطريقة بس طبعا بمساعدة أمهاتهم علي ها الشي وبدوا في( أم سلوم) (وأبو سلوم )واتفقوا مع أبو سلوم أنه يأخذ( سلوم) ويحبسه في البيت كم يوم بدون ما يدري هو شو السبب أو ربعه يدرون . وفعلا ها الشي اللي صار . وكا المعتاد يت الشلة تمر علي الزعيم سلوم عشان يطلعون ويبتدون في نشاطاتهم الغير مرغوب فيها نهائيا ولكن اللي كانوا يسمعونه منهم انه( سلوم) محد أو راقد أو مريض أو مشغول مع تكرار نفس الأعذار في كل وقت وكل يوم استغربوا الأولاد من تصرف سلوم الغريب مب متعود يطلع وما نشوفه أو يمر علينا ومن متي سلوم يسير يقضي لأهله حايه برع البيت لأنه كان دائم ا لاهي باللعب ويتهرب من الأوامر وبدت بالفعل حركة الأولاد في الفريج تقل شوي شوي لحد ما صارت بشكل ملاحظ من قبل الأمهات وأهل الفريج بس المشكلة في التفكير اللي يفكر فيه الأولاد وين سلوم ؟؟؟ هل هو زعلان؟؟ هل هو مريض؟؟ هل هو بعيد عن الفريج؟؟ هل منعوه أهله عنا؟؟ وأسئلة دور في راسهم مب لاقين لها إجابة. وفكروا أنهم يطلبون مساعدة أهل الفريج لكن محاولات باءت بالفشل لأنه الكل رفض يساعدهم أو يعطيهم خبر عن أي شي بسبب المضايقات اللي كانوا يسونها فيهم . وضاقت بهم الدنيا وفكر( سلطون) بأم بلال وطبعا ما نسينا أم بلال وشو كانوا يسوون فيها المسكينة وخصوصا سلطون وسلوم المهم راحوا لها البيت ودقوا الباب بس من عرفت أنهم اللي عند الباب رفضت تسمع منهم أي شي لأنها ما نست اللي كانوا يسونه فيها. لكن بادروها بحسن النية وإنهم يعترفون بغلطهم ويعتذرون ويطلبون تسمح لهم . فكرت (أم بلال) في كلامهم بس ما طمنت لهناك حبت تشوف شو طلبهم قبل وبعدين تتصرف معاهم. قالوا لها نبغيج تسمعينا بس لأنه الناس رافضيين ها الشي قالت لهم اهاااااااااااا ما عرفتوا ليش؟؟؟؟ نزلوا راسهم بالأرض وقالوا وبكل انكسار في النفس نعرف يا أم بلال.. وحسينا بغلطنا انتوا منوه؟ ليش ف يه حد ناقص؟؟ قالوا لها هيه ربيعنا( سلوم )اللي ما ندري عنه أي شي من كم يوم قالت (أم بلال) وهيه تهز راسها شفقانه علي الأولاد وعلي حالهم قالت أم بلال: خلوني أخبركم بشي بينفعكم في حياتكم الإنسان في ها الزمن مب عايش بروحه عايش مع ناس محتاج لهم ويحتاجون له نحن في مكان فيه روابط تربط بينا مثل الدين والدم والعادات والتقاليد والحب والرحمة والإنسانية وغيرها من الأشياء الحلوة وبما انك عايش بوسطهم لازم نريح بعض ونخدم وبعض ونساعد بعض وقت الشدة تلقانا كلنا أيد وحده. والحين انتوا شو اللي حصلتوا من أفعالكم غير كراهية الناس لكم والكلام اللي يزعل اهللكم وهم مالهم ذنب .( وسلوم) خذ درس وعبره من اللي سواه وانتوا بعد سويتوا خير تراكم يوم سألتوا عنه سألتوا عن ربيعكم اللي انتوا وياه في الخير والشر معناه تقدرون تفعلون الخير لأنه بذرتكم بذرة خير إن شاء الله بس الله يلعن الشيطان وإحنا بعدنا أهل البيت.