الأعشى وجارية خالد بن عتاب

الأعشى وجارية خالد بن عتاب

وذكر محمد بن صالح بن النطاح أن هشام بن محمد الكلبي حدث عن أبيه: أن أعشى همدان كان مع خالد بن عتاب بن ورقاء الرياحي بالري ودستبي، وكان الأعشى شاعر أهل اليمن بالكوفة وفارسهم، فلما قدم خالد من مغزاه خرج جواريه يتلقينه وفيهن أم ولد له كانت رفيعة القدر عنده، فجعل الناس يمرون عليها إلى أن جاز بها الأعشى وهو على فرسه يميل يميناً ويساراً من النعاس فقالت أم ولد خالد بن عتاب لجواريها: إن امرأة خالد لتفاخرني بأبيها وعمها وأخيها، وهل يزيدون على أن يكونوا مثل هذا الشيخ المرتعش!. وسمعها الأعشى فقال: من هذه؟ فقال له بعض الناس: هذه جارية خالد فضحك وقال لها: إليك عني يا لكعاء ثم أنشأ يقول:
وما يدريك ما فرس جرور[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وما يدريك ما حمل السلاح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ومايدريك ماشيخ كبير[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عداه الدهرعن سنن المراح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فأقسم لو ركبت الورد يوما[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وليلته إلى وضح الصباح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذا لنظرت منك إلى مكان[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كسحق البرد أو أثرالجراح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال: فأصبحت الجارية فدخلت إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]خالد فشكت إليه الأعشى، فقالت: والله ما تكرم، ولقد اجترىء عليك فقال لها: وما ذاك؟ فأخبرته أنها مرت برجل في وجه الصبح، ووصفته له وأنه سبها، فقال: ذلك أعشى، همدان، فأي شيء قال لك. فأنشدته الأبيات. فبعث إلى الأعشى، فلما دخل عليه قال له: ما تقول. هذه زعمت أنك هجوتها، فقال: أساءت سمعاً، إنما قلت:
مررت بنسوة متعطرات[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كضوء الصبح أوبيض الأداحي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على شقرالبغال فصدن قلبي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بحسن الدل والحدق الملاح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فقلت من الظباء فقلن سرب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بدالك من ظباء بني رياح[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فقالت: لا والله، ما هكذا قال، وأعادت الأبيات فقال له خالد: أما إنها لولا أنها قد ولدت مني لوهبتها لك، ولكني أفتدي جنايتها بمثل ثمنها، فدفعه إليه وقال له: أقسمت عليك يا أبا المصبح ألآ تعيد في هذا المعنى شيئاً بعد ما فرط منك.